لا.. إنها سرقة
وفي وضح النهار!

 

علي أحمد البغلي

كتب لنا أحد البحاثة الوطنيين الأحرار (بدر الكويت) عن آخر سرقة أدبية ارتكبها أحد نشطاء الحركة الأصولية، وهؤلاء النشطاء نشطوا، وبالأخص في سنوات ما بعد التحرير، ويكادون يتخصصون في عمليات اللطش الأدبي! فهناك بحوث كاملة سرقها هؤلاء، ورسائل دكتوراه نسبوها لأنفسهم ناهيك عن المقالات اليومية التي يذيلونها بأسمائهم وهم لم يكتبوا فيها حرفاً واحداً!

بدر الكويت كتب «عن النائب» المثير للجدل قائلاً: لا لآرائه الجريئة والشجاعة.. بل لأفكاره الغريبة والبعيدة كل البعد عن القضايا التي يفترض بعضو البرلمان ان يناقشها ويضع لها حلولاً.. فمن طروحاته الشاذة موضوع المقاهي وتصديه لتدخين الشيشة، الى حلم حياته بتغيير اسم سينما الفردوس الى تحرير اسبانيا، الى مطالبته المستمرة بهدم مسرح كيفان بحجة مضايقته لمراجعي المستوصف تارة، والتحويل الى بيت الشهيد تارة أخرى. وأخيراً تصريحاته بخصوص حقوق المرأة السياسية التي ربطها بالشذوذ، وكثرة ظاهرة اللقطاء في حال إقرار هذه الحقوق! بالاضافة الى غرقه في المكسيك في أحد الشواطئ «المختلطة جداً» كما نقل.. انتهى كلام الشاب مكتشف السرقة.

الموضوع يتصل بمقال نشره الكاتب المصري فهمي هويدي في مجلة شهيرة هي مجلة «المجلة»، وكان ذلك في 8/12/2004 ليأتي النائب الكاتب وقبل ان يجف حبر المقالة ويقوم بنقلها حرفياً وسطراً بسطر لينشرها في الزميلة «الوطن» الكويتية في 9/1/2005 من دون ان يرف له جفن! وهذا يطرح مسألة في منتهى الخطورة تتجاوز التشفي والشماتة من النائب الذي نصب نفسه حامياً ومدافعاً عن الأخلاق القويمة في هذا الوطن المنكوب بأمثاله. ذلك اننا نعتقد ان الصدق والأمانة هما على رأس قائمة الفضائل الخلقية التي يجب ان يتحلى بها الكل، ناهيك عن نائب في مجلس الأمة، وهو يطرح تساؤلاً كبيراً في احتضان وسائل الاعلام المحلية لمثل كتابات أولئك النواب بغثها وسمينها.. وهو هنا يطرح تساؤلاً أكبر حول مصداقية النائب في عمله العام وفي وظيفته الخطيرة كنائب عن الأمة وكمشرع لأجيالها الحاضرة والمستقبلية فإذا لم يتورع «الأخ النائب الفاضل» عن لطش مقال كامل ومهره باسمه، فكيف سيتصرف مع باقي مغريات الحياة التي تعرض عليه بصفته الخطيرة؟

لذا، فأنا لا اتفق بالمرة مع زميلنا العتيد عبداللطيف الدعيج الذي كتب بالأمس مهوناً من أمر تلك السرقة قائلاً انها لربما تكون توارد خواطر، فالأصوليون في مصر والكويت هم وجهان لعملة واحدة!

لا يا ابو راكان هذا ليس توارد خواطر.. هذه سرقة.. وفي وضح النهار
Daylight robbery نهديها للمئات من أبناء الشعب الكويتي الذين أهدونا مثل ذلك النائب!

.. وحقاً لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

 هامش:

1 ـ لا ندري لماذا يصر نائب لا يجيد الكتابة على الكتابة في الصحف رغم زحمة جدوله الزمني الذي يقضيه بحضور لجان وجلسات المجلس، وزيارات للوزارات لانجاز المعاملات، وتوصيل المعاملات المنجزة إلى المنازل! وسفرات عمل وانتجاع وزيارات دواوين ومجالس تعزية وتهنئة.. الخ.

 

لقراءة المقالة من موقعها الاصلي : أنظر صحيفة القبس

عودة