الاتهام بسرقة مقالة .. كذبة ابريل متواصلة ..

د. وليد الطبطبائي

لم استغرب الهجوم شبه المتواصل علي من قبل عدد من كتاب بعض الصحف طالما انه يتناول موضوعا قمت بتقديمه في عملي البرلماني او تصريحا لي او مقالا كتبته، ولكني استغرب جدا ان تصل الامور الى الطعن في المصداقية والتدليس على القارئ وايهامه بأنني قمت بسرقة مقالات انسبها لنفسي وهي لغيري، واسمحوا لي ان ارد على هذا الاتهام الذي تبدو الشخصانية قد طغت فيه على الموضوعية فضلا عن غياب الحيادية. 

اولا: المقالات ليست ابحاثا للترقية العلمية او للحصول على درجة علمية حتى يشترط فيها ذكر المراجع والمصادر والاشارة اليها بالتفصيل.

 

ثانيا: كتابة زاوية في صحيفة مليئة بالاعلانات يقتضي منك الاختصار قدر الامكان وعدم الدخول في الحواشي والتفاصيل لمحدودية مساحة الزاوية مما يقتضي ان تعطي القارئ اكبر معلومة في اقل مساحة واقل كلمات. 

ثالثا: اشار الكتاب الذين ادعوا أني قمت بسرقة مقالات الى مقالين الاول لفهمي هويدي والثاني لعبدالله المسفر، فأما الاول فيقصدون مقال «الفن الذي نريد..» والمنشور في 2005/1/9، فالعبارة التي اخذتها عن الاستاذ فهمي هويدي رأيتها جيدة وقمت بالتصرف فيها ضمن مقالي ولم ازعم اني صاحب هذه العبارة بدليل اني اشرت الى ذلك بقولي: «ان الفن كما اعتقد ويعتقد اصحاب الفكر والوعي.. الخ» وعبارة يعتقد اصحاب الفكر والوعي اشارة واضحة الى اني اقتبس تعريفا من غيري من اصحاب الفكر والوعي الذي يعد الاستاذ فهمي هويدي واحدا منهم الا ا نني لم اشر صراحة مراعاة للاختصار من ناحية وثانيا لاني قمت بالتصرف بالعبارة حسب اعتقادي ورأيي الخاص، فليس هو نقلاً حرفياً، واما بقية المقال فليس هناك اقتباس ولا هم يحزنون فلماذا هذه الضجة؟ 

 

رابعا: واما اذا قمت باقتباس عبارة بنصها فاني لا اجد حرجا من الاشارة الى صاحبها حسب المقام، وايضا لا اجد حرجا من الاقتباس من الاستاذ. فهمي هويدي فهو كاتب وباحث مميز، ومثال على ذلك المقال الذي نشرته بعنوان «هناك تطرف علماني ايضا» في نفس الشهر وتحديدا في 23/1/2005 وذلك في اعقاب الحوادث الارهابية الاخيرة فقد نقلت عبارات بالنص لفهمي هويدي وعقبت عليها بقولي «ما سبق هو مقتطفات مما كتبه الاستاذ فهمي هويدي في كتابه «المفترون.. خطاب التطرف العلماني في الميزان» وينقل هويدي عبارة وردت في سياق تحليل نشرته جريدة «الحياة» يعالج حوادث التفجير .. الخ» وهذا يعني اني لا اجد حرجا في الاستعانة بما كتبه فهمي هويدي فهو متخصص بالرد على العلمانيين ولا اجد حرجا من الاشارة الى هذا الاقتباس ان حصل. 

 

خامسا: اما المقال الاخر فهو المسلمون يقبلون الاخر فهل يقبلهم الاخرون والذي اشير فيه الى مقال سابق لعبدالله المسفر عنوانه «قبول الاخر معكوسا» فالواقع اني نقلت فقط كلام الكاتب الامريكي «نيكولاس كريستوف» والمنشور في صحيفة نيويورك تايمز والذي قام الكاتب المسفر بالتعليق عليه فقمت بالتعليق انا ايضا على كلام الكاتب الامريكي وتعليقي مختلف تماما عن تعليق عبدالله المسفر ولا يوجد اقتباس لكلام المسفر حتى اشير اليه وفكرة تعليق المسفر اختلفت عن فكرتي فهو كان يريد الاشارة الى التطرف المتنامي في امريكا ضد الآخر.. وكانت فكرتي في المقال الاشارة الى قبول المسلمين للآخرين والنص على ذلك من القرآن الكريم والسنة المطهرة ثم الاشارة الى ان اليهود والنصارى دأبوا على رفض الايمان بالاسلام كدين وبمحمد صلى الله عليه وسلم كرسول.. ثم عرجت بعد ذلك للاشارة الى ما كتبه الامريكي (نيكولاس كريستوف) للتدليل على وجود هذا الرفض للآخر باعتباره شاهدا عليهم بتنامي الاصولية ورفض الآخر وتساءلت في آخر المقال وقلت: «هل المطلوب من المسلمين حتى يرضى الآخرون عنهم ان نتخلى عن ديننا حتى نصبح امة تستحق الحياة قال تعالى: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم(. 

 

سادسا: لقد كتبت في السنوات الاربع الاخيرة نحو 200 مقال بما يعادل 50 مقالا سنويا او اربع مقالات شهريا، بعض هذه المقالات اكتبه على عجالة للتعليق السريع على حدث معين. وبعض المقالات احرص على تجميع الافكار وقراءة الكتب والصحف والمجلات لتجميع المعلومة والبحث عن الفكرة التي تفيد القارىء وتضيف اليه معلومة ورأياً مفيداً وهذه المقالات اتعب عليها حتى تخرج بصورة تليق بالقارىء الكريم وتحترم عقله وفكره.

 

سابعا: اما التذاكي بأن سكرتاريتي هم كتبوا المقال وهم من ورطوني في نسخ مقال فهمي هويدي فان هذا (التذاكي) لا يستحق الرد لانه ساقط وسمج وفعلاً يصلح ان يكون الكاتب الذي ادعى ذلك مهووساً بكذبة ابريل فاراد ان يتحف القراء بواحدة منها خاصة وانه كتب مقالته في الاول او الثاني من ابريل لان مقاله نشر في الثالث من ابريل.

 

وختاماً ارجو من هؤلاء الكتاب الانشغال بما ينفع الناس ويفيدهم بدلاً من محاولة البحث عن سقطات وعورات الآخرين... وتذكروا قول المصطفى الكريم "من تتبع عورات اخيه تتبع الله عورته"

 

لقراءة المقالة من موقعها الاصلي : أنظر الحركة الدستورية الاسلامية
عودة